قصص حقيقيّة


جوزف نحاس-تحطَّمَت قيود الظلام

عشت حياة مضطربة وأنا في العشرين من عمري. فلم يكن بمقدوري الإخلادُ إلى النوم بسبب شدَّة خوفي من الظلام وخاصة عند إطفاء الأنوار. وكان السير في الظلام بالنسبة إلي أمرًا في غاية الصعوبة، كما كانت فكرة البقاء بمفردي ترعبني وتهز كياني. كنت أرى أشياء ترعبني وتعذبني مثل أشكال حيوانات مرعبة، أو نصف حيوان ونصف إنسان في الوقت عينه. وكانت هذه الأشكال تعذبني في الليل حتى إنني كنت أشعر بضرباتها على جسدي، فأصرخ وأستفيق في اليوم التالي بِوجَع في حنجرتي من شدة الصراع الذي كنت أواجهه مع تلك الأشكال المرعبة. ظللت على هذه الوتيرة حوالى خمس سنوات أو ست.
كان الناس يعتبرونَني إنسانًا صالحًا لأنني هكذا كنت أبدو من الخارج، ولكني كنت أعلم في داخلي أنني متعب،
وإن متّ سوف أنزل إلى الجحيم. فثمة فراغ في حياتي وفي قلبي لا يعرف الراحة. أما شوقي الوحيد فكان الحصول على الحياة الأبدية، الأمر الذي اعتبرته بعيد المنال، فكانت ترعبني حقيقة جهنم النار وكم سيعاني الإنسان الذي ستكون من نصيبه. بعد زواجي، فكَّرت أنّ الأمور قد تتغيّر، ولكنها بدلاً من ذلك تدرَّجت إلى حال أردأ إذ صارت زوجتي تتعذَّب معي لأنني لم أكن أدعها تنام في الليل. كنت أطلب منها أن تبقى مستيقظة ممسكة بيدي وأن تبقي النور مضاءً. فبدل أن تكون ساعات الليل وقتًا للراحة والسكينة، كانت كابوسًا لكلينا لا يعرف النهاية ليلة بعد ليلة. لازمني صداع دائم في رأسي لافتقاري إلى النوم، وشعرت بالتعب المستمر لدرجة أنني ما عدت قادرًا على الحراك على نحو طبيعي. أردت أن أعرف سبب ما يحصل لي، فقصدت العرّافين الذين عجزوا عن تفسير حالتي. فكانوا يعطونني ماءً أو زيتًا لأشرب، ولأرشهما عليّ. ولكن باءت كلّ محاولاتهم بالفشل. بقيت على هذه الحال ست سنوات، إلى أن قصدت كنيسة حيث كان الراعي يعظ آنذاك، فقال: "أيها الإنسان إن كنت تخاف من جهنم، فتعال إلى يسوع، وإذا كان القلق يراودك أو تشعر بفراغ قلبك فتعال إلى يسوع، وإن أضناك التعب أو أرهقك الخوف من الموت تعال إلى يسوع وهو وحده يستطيع أن يُخلِّصك." ومرَّة ثانية ذهبت إلى الكنيسة، حيث وجدت الراعي نفسه يتكلّم عن الخلاص بالمسيح، ونيل الحياة الأبدية متى سلَّم الإنسان نفسه للمخلِّص. وهكذا صرت أتردَّد إلى الكنيسة، فأسمع رسائل خلاصيّة عن يسوع فيما وضعي يراوح مكانه إذ كنت ما زلت لا أقوى على النوم في الليل وبطبيعة الحال كان عملي قد تأثر سلبًا بسبب تعبي، وتوترت علاقتي بزوجتي. ولكن في الوقت عينه كنت أومن أنّ يسوع مخلِّص ويقدر على كلّ شيء. ذات ليلة، راودتني الأحلام المخيفة نفسها.
فوجدتني أتخيَّل نفسي في قصر قديم جدًا ذي أبراج حيث رأيت مخلوقًا على شكل إنسان، لونه أخضر، وله وبر طويل مسنّن. صار يقترب مني كثيرًا فسمعت صوتًا قويًا جدًا من السماء يقول: "اخرج منه، هو ملك لي." أتذكر جيّدًا كيف صار يتدحرج كالكرة فيما عيناه تدوران، ثم رمى نفسه من النافذة. إذ ذاك شعرت بشيء يخرج من جسدي. بعد ذلك سمعت زوجتي تناديني، فاستفقت لأجد نفسي أجهش بالبكاء المجبول بالفرح. لم يكن بمقدوري أن أسمع بأذنَيّ لمدة تترواح بين العشرين والثلاثين دقيقة بسبب الصوت القوي من السماء. ومن ذلك الحين دخل المسيح حياتي وغيَّرها تغييرًا جذريًا. انقلبت رأسًا على عقب. فبدل الخوف الذي لازمني طيلة سنين عديدة حلَّت الطمأنينة في قلبي، وبدل الصراع المستمر الذي نال مني، حلّت المصالحة مع الله، وبدل القلق الذي أضناني، أعطاني المسيح راحة ونومًا كطفل صغير، وبدل الاضطراب الذي عانيته وهبني سلامًا منقطع النظير. فالقوَّة التي غيَّرتني يمكنها أن تغيِّر أي إنسان بغض النظر عن حاله وأحواله.

لقراءة المزيد اطلب الكتاب وال DVD المجّاني



هل تحتاج القوة المغيرة في حياتك؟