قصص حقيقيّة


ماري خوري – وداعًا لليأس أهلاً بالأمل

أنا من قرية البيرة في منطقة الشوف. تعرَّضت إلى إصابة في جسدي سنة 1983 حين كنت في الثامنة عشرة من عمري. كان يومًا مريعًا وذكراه مؤلمة إذ شهدنا موت 30 شخصًا أثناء حرب الجبل. أما إصابتي فهي نوعًا ما شهادة لكوني لم أتخلَّ عن مبادئي، أو عن إيماني. لقد طلب مني المسلّح الذي صوَّب رشاشه نحوي أن أتخلّى عنهما ولكنني لم أقبل، فأطلق النار عليّ وأصبت في رقبتي، ما تسبب بشللي كلّيًا، وبذلك انشلَّت كلّ مخططاتي وأحلامي المستقبلية. كنت أخطِّط للالتحاق بالجامعة والزواج وبناء عائلة. فجاءت الإصابة وأحبطت كلّ طموحاتي وأحلامي. في لحظات الوجع تلك، ما كان ليعزِّيني ويريحني أي شيء إلا اتكالي على مخلِّصي والشركة معه بالصلاة. فإيماني بيسوع المسيح الفادي والمخلِّص وكوني قد سلَّمته حياتي ساعداني على تخطي الإعاقة. صرت أتأمّل بيسوع المصلوب، وطلبت منه القوَّة لأنني ما عدت أستطيع أن أتحمّل الألم. وبالفعل، وهبني تعزية عظيمة، وسلامًا كبيرًا. وكلّما قرأت الإنجيل وتأمَّلت بالرب أكثر، زاد اتكالي وتسليمي له. صحيح أنني خطّطت قبل إصابتي لدراسة الهندسة، ولكن أنّى لي أن أحقق أحلامي الآن وأنا لا أستطيع تحريك يديّ المشلولتين؟ فالصلاة والتمسُّك بالرب شجَّعاني على أن أفكر باستخدام يدي، ولكن كيف؟
أشكر الرب لأنَّه لا يتركنا حيارى، نتخبَّط في إعاقاتنا ومشاكلنا وآلامنا وعجزنا، بل يفتح لنا طرقًا جديدة. فكرت أن أتعلَّم الرسم بمُساعدة أستاذ بشكل جدّي وليس كموهبة. وهكذا صار. فعلى الرغم من الكرسي المدولب الذي أجلس عليه، وشللي شبه التام، فإنَّ علاقتي بالمسيح مخلِّصي لم تشل ولم تتأثر، بل على العكس، إذ إن علاقتي به نمت وازدادت. فقوَّته في ضعفي تُكمل، وشخصه الفريد ساعدني وما يزال على المضي قدمًا. أحيانًا أشعر بعصبيَّة تجاه أمر ما، ولكن الصلاة والشركة مع يسوع فاديَّ ومخلِّصي تُعطيانني القوَّة والدعم. جميعنا نُجرَّب في مكان ما في حياتنا، وجميعنا معرَّضون للوقوع في الفشل، لكنني أقول عن اختبار: "مهما كانت الشدَّة والمعاناة قويَّتين، فلا شيء يستحق أن نيأس بسببه، بل يجب أن نستمد الرجاء من إيماننا بشخص المسيح يسوع وعلاقتنا به. فبعد الجلجثة جاءت القيامة. وفي لحظة اليأس، يجب أن ننظر إلى فوق ونطلب القوَّة من الرب، والنعمة لنتخطّى اليأس فتمتلئ قلوبنا بفرح الرب وسلامه، ما يؤتينا القوَّة للمتابعة." صحيح أنَّ حياتي تغيَّرت بالكامل ساعة دخلت الرصاصة جسدي، فتركَته مشلولاً لا يقوى على الحركة، ولكن قوة المسامحة والتغيير بدَّلا حياتي أيضًا وجعلا يسوع المسيح مخلِّصي الوحيد هو قوَّتي وترنيمتي وكل تعزيتي. وبدل أن أشعر بأنَّ الإعاقة ترمي بثقلها على حياتي، أشعر بسلام الله يملأها حتى الفيض.

لقراءة المزيد اطلب الكتاب وال DVD المجّاني



هل تحتاج القوة المغيرة في حياتك؟